دهشة المعجزات
الأديب الكبير الدكتور ثروت عكاشة
(1)
يقظانٌ حُلمي،
وكأنَّ بي قلوباً غير قلبي
تتنبأ بالرحيل،
ورعشة الريح على سطح البحر
تداعب ضوء الشمس
في عيونكـ يا غادة الأمسيات
هل تذوبين في مشهدية العمر فوق غصوني؟
فالدنيا كلها لاتساوي بسمةً
داعبت شفتيكـ
عند استيقاظكـ من نومٍ
تكسّر على جناح وعدٍ
يقفز بنا أسوار الحزن
إلى ربيع المعجزات.
(2)
تمتزج أنفاسك الوردية بأنفاسي
على باقات الأقحوان
تسبح معها في رحلةٍ ضوئيةٍ
إلى ضمائرَ تصحو بعد موتها
تسكن قوس قزحٍ،
تقودنا إلى نجمٍ باقٍ بين المعجزات
لم يزل يرقد على أكف القمر..
(3)
أغار من الزهر
حين يلامس وجهكـ
ومن طلة النسيم
على وردٍ يسبغ ألوانه على خديكـ
رحيقاً حلواً يملأ ذاكرتكـ
بأفراحٍ ونسائمَ فجرٍ
تتعثر في قلب الدهشة
كي تولد معجزة أخرى.
(4)
ظلٌ أرسلته الملائكة لنا،
ممدداً تحت أقدام الندى،
مبشرا بالغيث من بعدِه
غيثٌ باركه الإله في قلبين
انصهرا معاً في بوتقة المعجزات.
(5)
حزنٌ معتّقٌ
يمد الخُطا مع شفق الغروب،
يعتصر قلوباً تألمت من حبيب
تنزف كئوساً من دماء،
ترنحت على نغم القصيد،
ونامت في توابيت من ذهب
معجزةٌ بين المعجزات.
***
0 التعليقات
إرسال تعليق