الاثنين، 16 يوليو 2012

قراءة فى ديوان " غيم يستظل بدقئى" للشاعرة لمياء ابو الدهب


 

قراءة فى ديوان " غيم يستظل بدقئى"

 للشاعرة لمياء ابو الدهب
 
بقلم الشاعر والناقد الكبير عبد الحافظ بخيت متولى





دعونى أرى معكم أن أدبية الخطاب الشعرى لا تتحقق من خلال 

الصورة الادبية بمفردها كآلية شعرية,  وإنما يشترط فيها أن تتواءم مع الوحدة 

الكلية للنص, من خلال آليات أسلوبية كفيلة بتحقيق الأدبية فى النص الشعرى دون 

أن تكون بالضرورة بارزة , ودون أن تسترعى انتباهنا على غرار ما يفعله ملصق 

إعلانى ,فالصورة هى إحدى الطرق المعتمدة لخلق أقوى تأثير ممكن, ولا تعتبر هى 

كليات العنصر المكون للأدبية فى النص, لأنها فى ذاتها تعتبر أداة من أدوات شعرية 

كثيرة ,كما لا يمكن أن ترتبط أدبية النص الشعرية بتلك التحولات الصياغية 

بمفردها ,ولكن يضاف إلى تلك التحولات ما يشكله النص الأدبى من التضافر بين 

اللغة والموسيقى والأخيلة والعواطف التى تنصهر فى ذات الشاعر, فينتج عن ذلك 

خروج عن الراكد المبتذل ,ويصبح تلقى النص هو الذى يفرض على القارئ أن 

يعايش هذا النص ويتفاعل معه من خلال التواصل, وهو إذ ذاك متحرر من فكرة 

الدلالة الثابتة للظواهر اللغوية
 

وتحقيق النص الشعرى لأدبية مقبولة وإبداع مدهش مرهون بتوافقه مع جوهر

 صاحبه ورؤيته للكون, والعالم من حوله, فالنص ينشأ عن تلك الانفعالات التى

 تدفع الشاعر أثناء عملية الكتابة ليكون النص نصا أدبيا, وهذه الانفعالات تمثل 

حجر الأساس فى بناء النص الأدبى, لانها تعكس مستوى الإبداع 

حينما يحسن الشاعر استغلالها فى تماسك النص وبنائه, وهى لا تعكس هذا 

المستوى الإبداعى حينما يحشد لنا الشاعر الصور للتعبير عن هذا الانفعال, وإنما 

حين يبدع من التصوير الفنى 

حياة تسرى فى عروق النص  فيسمح بذلك للصور الجزئية أن 

تتشكل فى أرض الانفعال الذى أنبتته التجربة , وبدراسة هذه 

الصورة نتمكن من اكتشاف نفسية الشاعر وقدرته على 

المجانسة بين صوره وأخيلته وحالته النفسية إبَّان عملية الابداع
 
وإذا كانت كل خاصية لغوية فى الأسلوب تطابق خاصية نفسية, فإن مؤشرات


 اللغة المؤدية لوظيفتها الحقيقية بكل فنية ورقى جمالى فى الأسلوب هى التى 

توازى وتوزان بين مقولاتها النحوية والجمالية وبين الحالة النفسية التى تعترى 

المبدع ,لأن اللغة ليست مجموعة من القوانيين المطلقة وبخاصة عند 

تحولاتها من الايصالية الخالصة إلى الأدبية الخالصة 

,وإنما هى مجموعة من الاختيارات الحرة يتحرك من خلالها 

وبها المبدع بحيث يكون اختياره موافقا لتجربته- على 

حد تعبير الدكتور محمد عبد المطلب-, ويكون اختياره أيضا 

مساعدا فى الكشف عن التجربة فى بعدين, الأول يتمثل فى 

توجه الذهن إلى الواقع, 

والآخر يتمثل فى رد الواقع إلى الذهن, وبذلك يرتبط تحقيق 

الأدبية فى أى خطاب شعرى بمدى امتصاصة عاطفة صاحبه 

وانفعالاته النفسية ليكون التوافق بين الملفوظ الأدبى وبين 

الداخل الانفعالى لدى المبدع ,فتغدو أدبية النص مؤثرة فى 

متلقة, وهذا ما كشف عنه عنوان "غيم يستظل بدفئى

" للشاعرة لمياء أبو الدهب
 

فالمقولة اللغوية للعنوان تكرس الإنسانى الانفعالى وذلك حين 

يتشابك الانفعالى مع الملفوظ اللغوى فيخلق انزياحا لغويا 

يكشف عن رغبة شديدة فى التمسك بالحياة 

وقوة حادة فى الذات 

الشاعرة فى التمسك بالانسانية, حتى صار الغيم مصدر الحياة 

يستدفئ بظل الذات الشاعرة والتى تصبح هنا أقوى من الحياة 

ذاتها وذلك حين تصدر الظل الهامشى فى مركز الحياة إلى أن 

يحتمى به الغيم, وكانت مفردة " بدفئي" كاشفة عن ذلك الدفء 

الإنسانى الذى تكرسه الشاعرة منذ العتبة الأولى فى الديوان
 

ثم تأتى العتبة الثانية فى الديوان, وهى عتبة الإهداء والإهداء 

يعتبر ملخصا برمجاتيا للحالة النفسية عند الشاعر بشكل عام, 

والإهداء فى الديوان يمثل خطا بيانيا للشعور الإنسانى عند 

الشاعرة, والجميل أن الرسم الخطى للاهداء جاء مدهشا  رغم 

أن هذه الدهشة لم تكن مقصودة, وإنما جاءت بشكل عفوى, 

فنص الإهداء يقول:
 

مصطفى
 

وحدك تثبت فى الروح الأمان
 

يوسف ويزيد
 

أنتما من يامن القلب بابتسامتهما وتخشع الروح لمحبتهما
 

أخوتى وأصدقائى
 

كثيرا ما تعبتم لأجلى واحة من الحب أهديكم لمياء
 

إنها تنطلق من مختزل إنسانى وعالمها الخاص الذى يحمل 

الدفء الإنسانى والامتداد التاريخى والجغرافى للشاعرة, 

فمصطفى الزوج أيقونة الحياة ويوسف ويزيد مبرر الوجود 

الإنسانى وفلسفة الحب والعطاء, ثم الأخوة والأصدقاء يمثلون 

التكريس الحقيقي لمعنى الحياة, كل هؤلاء تهديهم واحة من 

الحب لكن سياق التاخير والتقديم فى بنية جملة الإهداء الأخير 

كسر المسافة بين واحة الحب وبين لمياء فصارت هى واحة 

الحب والمعنى الإنسانى الذى تهديه لكل معطيات الحياة الفاعلة 

من حولها
 


هذا الحب الذى يشكل الشعور العام فى متون نصوص الديوان 

ويحولها إلى طاقات إبداعية قادرة على الدخول إلى واعية 

المتلقى محمولة بحمولات إنسانية شفافة 

تقهر كل عقبات الحياة 

,فالحب الرمز ليس صدمة، ولا يغيب ويتوارى خلف الشعور 

بالالم ، إنما دائما تعبر به الشاعرة الضفة الأخرى البعيدة، 

وترحل في الصمت المبكر، كرحيل قبل أوانه وقبل اكتمال 

العناقيد، يمسح عن قلب الشاعرة غصة كبيرة، وجرحا كبيرا 

تراه كأنه لا يندمل . ولأن الحب هو الخلاص، تضعه الشاعرة 

فى قصيدة "يوسف" والتى توازى بينه وبين القصيدة حين تقول
 

ضحكته أيقونة صبحى
 

وأغنية مداى
 

موشومة روحى بوجهه
 

وسنوات شعرى باهتة أمام عينيه
 

تشتهينى القصيدة العنيدة
 

يفاجئنى المخاض
 

أضعها قصيدتى الأولى
 

يوسف
 

وبفحص الإطار الشعرى الذى تتحرك فيه الشخصية الشعرية 

هنا, نجد أننا أمام قيمة ثابتة من الحب, تتحرك لتنسج خيوطا 

من حرير تضم يوسف والقصيدة والمخاض, وهذه العناصر 

تتضافر مع المضمون الكلى للتجربة الشعرية فى النص خالطة 

بين ماهية المتخيل وهو القصيدة ووبين ماهية الواقعى وهو

 يوسف من خلال لحظة مخاض أبدعت الغثنين معا, وهنا تذوب

 المسافة بين الانفعال الداخلى وبين النص, فيصبحان كشاطئّْ 

نهر إذا لامس الشعر أحدهما رده إلى الآخر برفق فيحار النص 

الشعرى على أيهما يرسو يوسف أم القصيدة

وهذا يؤكد على أن الشعر ليس مجرد الفاظ وصورة وموسيقى 


,وإنما هو شعور وانفعال أنتجتها الدوافع النفسية فى باطن 

الشاعرة ,ولذلك فالقصيدة هى الصدى المباشر لعاطفة الشاعرة

 التى تضعها بين لحظات جميلة، وأخرى تأتي من عمق التاريخ

 ,حاملة الأسى والبؤس كالهواجس والرؤى . فنراها تذهب إلى

 أقصى الاحتمالات وأبعدها وأدفأها، وأكثرها توحدا وذوبانا . 

وتأتي من لحظة تهزها إلى حد التخطي البشري العادي وتحملها

 إلى الأعمق والأبعد والأحلى والأكثر اكتمالا .

ولقد جعلتنا الشاعرة فى هذا الديوان وهى في انكسارها نصحو


 على وطأة الحياة، لتتقدم أمامنا إبداعية اللحظة، 

والضمير الذي كان نائما فيها، لتعود معنا إلى الذاكرة الجماعية 

فتحصد من التجربة مفتاح أمل أخير كجرحها الأخير، الذي جاء

 أكثر حرية وأكثر إبداعا . حيث أن الآلام الإنسانية الكبرى في 

هذا الديوان قد برزت من خلف القصائد وربما كان أهمها 

قصيدة " السيد المرض"
 
بدأت القصيدة بحالة رعب فى أول مشهد علائقى بين الذات


 والسيد المرض, ولا نغفل هنا السخرية البادية من هذا المرض

 , وهذه السخرية التى تجعلنا نسأل: كيف يعمل الشعر من خلال 

ألفاظه الحسية والمعنوية والتجريدية أو الرمزية؟. فأسلوب 

الصوت على سبيل المثال هو البحث في قدرة الشاعر على 

استثمار ما تحمله ألفاظه من جرس وإيقاع في رسم صوره 

التي تبقى متميزة في لغته الانفعالية, فالتركيب 

"السيد المرض" يمكن قبوله على معنى السخرية,

 ويمكن قيوبه على معنى التبجيل, وهذا يجعلنا نقف أمام

 وعى الشاعرة بتوظيف الأسلوب الصوتى فى تجريد المعنى.

يهرول إليكِ


وعبر جهاز الرنين


يقرئكِ القلق


أنك رفقيته


لا تجزعى


إنه مشهد علائقى لطرفين غير متجانسين جمعت بينهما 


الشاعرة فى جراة وثبات لتتؤكد فى خطابها الشعرى على ثبات 

الانفعالو والرغبة الشديدة فى الحياة فى مواجهة الألم المفضى 

إلى نهاية لا تحبها الشاعرة," فيهرول إليكِ /وانت رفقيته" لا 

تتجانس فى الوضع الطبيعى مع" لا تجزعى", أى ثبات هذا؟

 وأية جراة تلك؟ لقد صنعت الشاعرة موقفا من أكبر مساحات

 النص تأثيرا, حيث جمع بين التجربة الذاتية وفلسفاتها وبين 

التجربة العامة وكآبتها, حين جمعت بين رفقة المرض وعدم الانزعاج أو بين 

الجمال الانسانى فى الرفقة والألم القاهر فى المرض, وهذا يدخل بالتجربة الخاصة 

الى رؤية أكثر اتساعا وعمقا على المستوى الانسانى حين تقول:
 
وقبلة 

 
ترهقها أوجاعك المشرقة

 
يبثها رفيق الروح بشرايينك

 
فتزرعينها لمسة بيده الحنون

 
إنها تصعنا على قمة الجمال وقمة العصف بذاكرتنا حين تعصف بها الدهشة بتجسيد


 هذه الصورة الانسانية التى تعلق حياة الذات الشاعرة فى قمة المرض بقبلة الزوج 

رفيق الروح, ويستمر الايحاء الإنسانى بشكله الجمالى والانفعالى عبر النص فى 

رسم صورة أخرى يتسع فيها المعنى الانسانى الراغب فى الحياة والتى تتحول معه 

الجراح والألم الى دفوع وحيوات جديدة تصنعها الشاعرة بمهارة توظيف اللغة

 واستكناه اللغة ,ودربة توظيف الانزياح بشكل كاشف عن انفعلات إنسانية تسهم

 بشكل فعال فى خلق إدبية النص وذلك حين تقول:
 
على باب المشفى

 
تسكبين كل قبلات الصبر

 
وأحلام صغارك الشقية

 
وتبحثين عن كذبة ذكية تروينها لهم

 
عن غيابك

 
ستشفين إذا أردتِ

 
سيسجلها الطبيب بعينيك

 
وتعلقينها بأنبوب المحاليل

 
فيطفو قلبك فوق السعال

 
حتى يستقر 

 
بيد يوسف ويزيد

 
"ستشفين إذا أردتِ" هذه الجملة تشكل بؤرة التدفق الانفعالى, 


وهى محور النص فى دلالته وجماله

وفي هذه القصيدة تبحث  الشاعرةعن حقيقة الإنسانية لتشير 


إلى مثالية الفعل الإنساني، معتبرة الفرق بين الواقعية والمثالية 

هو فرق في الوجود والوجوب . فالواقعية التي تراها الشاعرة

 وهى واقعية المرض هي وجوب يتجاوز ذاته، إلأ انها مثالية 

تشتمل على الوجود كما يجب أن يكون، وذلك بفعل طاقة باطنية

 وانفعالية واعية، فليس للببعد الزمى نهاية, كما أنه ليس 

للتدفق الإنسانى نهاية أيضا,
 
ودائما ثمة نهاية في القصيدة لا ترتاح في أشرعة المرض، فلا 


سبيل للانتهاء من الكتابة، أو اللحظة أو القصيدة، قبل بزوغ

 وغروب طعم الأشياء الأخيرة . وشروق آخر الصمت وآخر 

الكلام وآخر الجراح المفتوحة على الحياة . لكن القصيدة قبل 

أن تذهب إلى الخلاص الأخير والحقيقة النهائية، تقف وتقول 

المطارح الشائكة والتساؤلات الكبيرة والأحجية المستحيلة التى

 تصب فى يزيد ويوسف صانعى الحياة بكل معانيها 

وهما مرافئ البعد الانسانى والشعورى الذى تصب فيها 

للقصيدة ذاكرتها الشعرية

وحين أتساءل، لمن يكتب الشاعر؟ ولماذا يكتب ويلامس حالة


 الجرح في شبه تقارب وامتثال؟، في علاقته بالعالم والوجود ! 

ذلك الذي يحاصره الحرس والعيون والوهم والمرض والنفاق. 

لماذا هو دائما في تماس مقيم وعلاقة مستمرة مع الجراح 

والالام؟، وكأن مقاومته هي استمرار للحياة ! واستمرار للفكرة 

وللغة وللإنسان خوفا من السقوط  انها الكتابة الابداعية اشعاع 

الانفعال الواقف على حدود العالم والكاشف ما بعد السجف

فالرياح البريئة


لا يوقفها الغيم الكئيب


والأثمان الباهظة لا ترفع


قيمة القلوب الرديئة


والأبواب المتعبة


لاتحميها المفاتيح الحديثة


هكذا تضعنا الشاعرة فى قصيدة "غيم" أمام مقولات شعرية 


جاءت محمولة بالفعل ورد الفعل, متدثرة بالعديد من رتوش 

الحكمة إلى الحد الذى يمكن أن يجعل منها اصطلاحا ,معتمدة

 على ثنائيات تجعلنا نفترض أن الشاعرة هنا لم تكن حريصة

 على تسجيل الواقع بقدر ما هى حريصة على رسم هواجس 

الخوف التى تعترى انفعالاتها الباطنةو فالريح فى مقابل الغيم 

والباهظة فى مقابل الرديئة والمتعبة فى مقابل الحديثة, كلها 

تشكل هواجس الخوف فهى مقيدة بما يخالج النفس من بواعث

 التوجس والمراجعة ومنعكسة على توهج أدبية النص

ولبعض هذه الأشياء تكتب الشاعرة وتبوح . في غمرة الجراح 


الرابضة فى حياتها، والمنعكسة في جهات متناثرة،

 ويبقى هناك الخلاص مرهونا بما يطرحه الواقع الضاغط على 

النفس والأمل المرتجى فى تجليات الحالة الانسانية حيث تقول: 

الشاعرة فى قصيدة قطرة وهى من نوع الومضة الشعرية

ينتحر الندى شوقا


عندما تفاجئه الشمس


بقسوتها


والزهر فى انتظار


ترتيلة


إنها صورة اعتمدت على مبدأى الانتخاب والتكثيف فى خلق 


معادل بين الشعور النفسى ومفردات الطبيعة التى انعكس عليها 

الشعور, فبدت فى صراع الأضعف للأقوى, فقسوة الشمس تقتل 

الندى كما تقتل قسوة الواقع أحلامنا فنهرب إلى النصوص نبثها

 عجزنا ونمارس فيها قوتنا الافتراضية

وحين يستدفئ الغيم بظل الشعر يبقى صوت الشاعرة متروكا 


ومتوحدا، يحن إلى المعنى الانسانى، ويرسم صورة صادقة 

لنفسها، يرسمها بحذر وخوف، وقريبة من حدة الصراع مع 

الأسئلة والقضايا في الحياة والوجود والكتابة . ومرهفة في

 لحظة حب تجعلنا من خلالها نتذكر أن بين الشعر والجرح 

نبض الحزن المشترك . فمن قال أن الجرح حضور 

والشعر غياب ! إن الحالتين متلازمتان .
 
لذلك أقول ليس هناك جرح أخير ولا غيم مقيم ولادفء سوى


 دفء الحب والعطاء والانسانية التى تضعه الشاعرة بين ايدينا 

من خلال نصوصها الموزعة بين المعنى النفسى والانعكاس 

الجمالى، فالحياة مستمرة والجراح مستمرة، والعودة إلى 

الينابيع هي رؤية الإنسان الرائي دائما لاسترجاع وحدته 

الأولى، رغم صخرة سيزيف الرابضة في وحدة الفكرالإنساني 

ورؤاه وستظل لمياء ابو الدهب صخرة تهزم الجرح بالمعنى 

الانسانى وسنظل نحن رقباء المشد وجزء من اللوحة التى 

ترسمها فى قصائدها السالفة والاتية اطارها مصطفى ولمياء 

ومحتواها يوسف ويزيد  .


0 التعليقات

إرسال تعليق