قصة قصيرة " كلٌ يمرض "
للأديب أسعد أبو الوفا أحمد
اقتربت منه ممسكة يده و طبعت على جبينه قبلة هادئة ،
لكنها لم تصدق نفسها
:أهو زوجها الراقد في سريره يستسلم
لإجراء العملية الجراحية كما استسلم
للمرض منذ قليل.
كم كان متخوفًا يحدث نفسه : أيُعْقل أن أدخل حجرة
العمليات مريضًا محمولا على سرير ؟
كم رفضت كثيرًا رقدتي ، وقلت :إنه شئ يسير وسيذهب
مع الأيام كحالات مثيلة سابقة ،ولكن المرض زاد واستلزم إجراء
العملية .كان يقنع نفسه أنه قوي فجعل يقول :ولِمَ لا تُجْرَىلي العملية؟
فهي يسيرة ومن سيَجْريها جراح رائع يشهد له الكل وأنا من قبل ،
كم أصر على إجراء العملية لي بنفسه عرفانًا منه بفضلي
وردًا لجميلي عليه .
وعندما دخل الحجرة كان الجراح في انتطاره،أمسك يده
وقبلها وربَّت على كتفه قائلا :لاتخش يا أستاذي كما
وعدتك،سيكون الأمر على ما يرام بإذن الله ، فأنا مُحَمَّلٌ
بالديون اتجاهك وكثير الجميل لك ،بل ما تعلمته
كان بسببك أنت ،ائذن لي أستاذي.
فنظر المريض وأومأ برأسه يعلن موافقته
وإعطاء إشارة البدء لتنفيذ المهمة 0
نادى الجراح على طبيب التخدير فجاء وسلم على
المريض ثم استأذنه ليقوم بعمله فسمح له :تفضل .
فأخذ يكرر قول الله تعالى { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }
،ثم قال بيتًا من الشعر- كم كان يقوله كلما بدأعمله بعد
علمه بمرضه أو جلس منفردا مع نفسه- :
قل للطبيب تخطَّفتْه يد الرَّدَى ***يا شافيَ الأمراضِ من أرداكا؟
َ
فقال له طبيب التخدير :ألف سلامة يا دكتور فنظر إليه
وقال : سلمت من كل سوء .
بعدها بدأ التخدير واضح الأثر في إدراكه وتنسحب
يده من يد تلميذه لتبدأ العملية الجراحية .
---------
0 التعليقات
إرسال تعليق