السبت، 4 مايو 2013

" كلٌ يمرض " قصة قصيرة للأديب أسعد أبو الوفا أحمد


قصة قصيرة " كلٌ يمرض "
للأديب أسعد أبو الوفا أحمد
 
 
اقتربت منه ممسكة يده و طبعت على جبينه قبلة هادئة ،
لكنها لم تصدق نفسها :أهو زوجها الراقد في سريره يستسلم 
لإجراء العملية الجراحية كما استسلم للمرض منذ قليل.  
كم كان متخوفًا يحدث نفسه : أيُعْقل أن أدخل حجرة

العمليات مريضًا محمولا على سرير ؟

كم رفضت كثيرًا رقدتي ، وقلت :إنه شئ يسير وسيذهب
 مع الأيام كحالات مثيلة سابقة ،ولكن المرض زاد واستلزم إجراء

العملية .كان يقنع نفسه أنه قوي فجعل يقول :ولِمَ لا تُجْرَىلي العملية؟ 
فهي يسيرة ومن سيَجْريها جراح رائع يشهد له الكل وأنا من قبل ،
كم أصر على إجراء العملية لي بنفسه عرفانًا منه بفضلي 
وردًا لجميلي عليه .

وعندما دخل الحجرة كان الجراح في انتطاره،أمسك يده
 وقبلها وربَّت على كتفه قائلا :لاتخش يا أستاذي كما 
وعدتك،سيكون الأمر على ما يرام بإذن الله ، فأنا مُحَمَّلٌ

بالديون اتجاهك وكثير الجميل لك ،بل ما تعلمته
كان بسببك أنت ،ائذن لي أستاذي.

فنظر المريض وأومأ برأسه يعلن موافقته

وإعطاء إشارة البدء لتنفيذ المهمة 0

نادى الجراح على طبيب التخدير فجاء وسلم على
 المريض ثم استأذنه ليقوم بعمله فسمح له :تفضل .

فأخذ يكرر قول الله تعالى { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ }

،ثم قال بيتًا من الشعر- كم كان يقوله كلما بدأعمله بعد 

علمه بمرضه أو جلس منفردا مع نفسه- :

قل للطبيب تخطَّفتْه يد الرَّدَى ***يا شافيَ الأمراضِ من أرداكا؟
َ
فقال له طبيب التخدير :ألف سلامة يا دكتور فنظر إليه
 وقال : سلمت من كل سوء .

بعدها بدأ التخدير واضح الأثر في إدراكه وتنسحب 

يده من يد تلميذه لتبدأ العملية الجراحية .

---------

0 التعليقات

إرسال تعليق