السبت، 30 يونيو 2012

حكمة عزّت .. شعر حسن الأفندي


حكمة عزّت

للشاعر السوداني : حسن الأفندي
 
 

دع من مواض عشت فيها مطربا

واهجر لعز إذ يغيب محجبا

إن المكاسب ما تغيب وتختفي

لابد تأتينا صباحا خُلّبا

فاهجر جروحك إن حظك عاثر

يغدو بشيب قد رماك وأرهبا

تجري وتلهث نحو غيم آفل

فلعل ماء الغيم أصبح مأربا

إذ جفّتِ الأحواض عندك والمنى

فغدوت بعد العز تبكى ما نبا

كانت قريبات المنال وكان لي

ما تشتهيه النفس تضمر مطلبا

دنيا وما دنياك إلا محنة

جعلتك في هم تخاف ترقبا

أوجست شرا من صباح قادم

أو ليلة تركت مناما مُرعَبا

آمنت عمرك أن تعيش لصالح

ونبذت غثا لا يروق وأعجبا

والنفس قد جبلت على فضل لها

والشر في دنياك يبعد مغربا

ظلموك في دنيا تعج بظلمها

ورموا بسوحك ما أساء وأسهبا

هوّن عليك فما أراك بحاجة

لرضاء من قطع الصلات وأذهبا

كم من رسول طاهر متبتل

نكر الجميع له وأرضوا مُحطبا

لاقى ولاقى ما يفت عزيمة

لكنما بالحق رسّخ مذهبا

يا قدوة جاءت بوطف سماحة

وتغلغلت فينا أريجا طيبا

قرّت دواخلنا وساد جمالها

بل أنبتت تقوى ودينا غُلّبا

عصمت طبائعنا وجادت نعمة

فنَمَتْ لنا قيم الكرام تحببا

وبملّة سمحاء كان خلاصنا

مما يعيب لنا وظل مذبذبا

يا سيد الثقلين ها قد جئتكم

أبكي حظوظي تارة متعذّبا

ما عاد في كفي فديتك فضله

حتى أساعد من يضيع ومن كبا

ويعزُّ أن ألقى لشيخ جائع

أو أن ألازم للمريض وقد خبا

والناس حولي محنة وبحاجة

تدمي فؤادي كي ينوح ويندبا

وعوار قلبي لا يبارح لحظة

ثقل العمود به فأصبح أحدبا

أبكي فما دمعي أفاد معذبا

كلا ولا يشفي مريضا أجربا

يا رازقا للنمل في خبآته

يا مشبعا للفيل مهما أذنبا

إن شئت ربي كان جودك واسعا

أو شئت فالجمل القعيد لهيدبى

إن شئت كل الناس في ثوب الغنى

أو شئت كان الفقر فينا الأغلبا

هي حكمة عزت على أفكارنا

مهما يحاول عاقل مستوعبا

مهما يواتي الشعر سحر بيانه

مهما يفيض الشعر سيلا مطنبا

مهما أحاول من نسيج محكم

أنى يكون الشعر هز وأطربا

0 التعليقات

إرسال تعليق