الدكتورة
نجاح التلاوي في حوار خاص :
- على المعارضة أن تكون بناءة بدلاً من الممارسات الجوفاء
المعرقلة لحركة التنمية والتقدم
- الحالة
التي تمر بها مصر تعتبر فوضى سياسية ترجع لعدم ممارستنا للديمقراطية
- الإعلام
في حاجة إلى ضوابط مهنية وممارسة جيدة للمعنى الحقيقي للديمقراطية
- سنوات
الديكتاتورية التي عاشتها الشعوب الثائرة خلفت عدة أنواع من الحرية
- مشكلة
الأمية في مصر لا تقل أهمية عن أي مشكلة مطروحة
فحجر الأساس للبناء لابد وأن يبدأ
بمحو أمية الشعب المصري
- لمؤسسات
المجتمع المدني دور لا يمكن إغفاله أو تجاهله تجاه مشكلة محو الأمية
أجرى الح
أجرى الحوار وأعّده : أحمد مليجي
الأستاذة الدكتورة
الفاضلة نجاح التلاوي يسعدنا
ويشرفنا اجراء
مجلة الرابطة الثقافية هذا الحوار مع حضرتك ..
- في البداية نرحب بسعادتك ونرجو منك ان تحديثنا عن نفسك ؟
د.أحمد ألف شكر
على هذا اللقاء الطيب من مجلة لها اسم في الأوساط الثقافية
وفي البداية بطاقة
تعارف مني للسادة القراء :
الاسم / نجاح نجيب
احمد التلاوي
الحالة الاجتماعية
/ متزوجة ولي ولدين
الحالة التعليمية
/ دكتوراه في علم اجتماع المرأة
الحالة الوظيفية
/ منسق عام مبادرة قرية بلا أمية بمحافظة المنيا
- ما رأي سعادتك في الأوضاع الحالية التي تشهدها مصر خاصة الجدل السياسي
وحالات الانقسام التي نراها في الشارع المصري ؟
الأوضاع الحالية
في مصر تشكل خطراً كبيراً على الأمن العام والآمن في الشارع المصري ، وإن كنت أجد أن
الخلاف السياسي وحرية التعبير حالة صحية لممارسة الديمقراطية ، ولكن هذه الحالة التي
تمر بها مصر تعتبر حالة فوضى سياسية ترجع لعدم ممارستنا للديمقراطية ، وعدم معرفتنا
الكافية بتقبل الرأي الآخر ، ولكن هذا لا يعنى أن هناك حالة من الانقسام بقدر ما هي
حالة من الفوضى السياسية التي تحتاج توجيه حقيقي من القيادة السياسية بشكل سلمي ومرضي
لغالبية الأطراف حتى نتعلم ممارسة الديمقراطية .
- ما الذي تحتاجه بلادنا لكي تعود إلى مكانتها الطبيعية بين الأمم
التي
تفخر بحضارتها وثقافة شعوبها ؟
مصر تحتاج أن تكون
على قلب رجل واحد ، بمعنى أنها في حاجة إلى توحيد الكلمة والمواقف تجاه علاقاتها الداخلية
والخارجية ، وإن كنت أرى أن مصر بعد ثورة 25 يناير وبعد الانتخابات الرئاسية مصر بدأت
تستعيد مكانتها بين الأمم ، التي كانت مسلوبة في عهد النظام السابق والتي كانت تعمل
على وتيرة واحدة وهى إرضاء فصيل معين لأغراض شخصية غير مبالية بالصالح العام .
- لعلكم تتفقون معنا بأن الثورات العربية التي قامت في بعض الدول ومنها
مصر خلفت فوضى إعلامية عارمة نتيجة الحرية المفرطة التي تعيشها هذه البلدان ، فهل هذه
الفوضى نتيجة طبيعية وكيف يمكن علاجها؟
أعتقد أن الفوضى
الإعلامية التي انتشرت في الدول العربية ومنها مصر يرجع كما أشرت إلى سنوات القمع والقهر
والديكتاتورية التي مورست على هذه الشعوب من حكام لا يعرفون معنى الديمقراطية ولا الحرية
، وعندما قامت الثورات وجدت الفضائيات متنفساً عن هذا القهر بممارسة للديمقراطية دون
ضوابط ، فكل ما يحتاجه هذا الإعلام هو ضوابط مهنية وممارسة جيدة للمعنى الحقيقي للديمقراطية
سيصبح إعلاماً صالح ونافع لهذه الشعوب ومنها مصر .
- كما تعلمون للديمقراطية والحرية قواعد وأسس و اضحة كيف يمكن ترسيخ
و تعميم هذه القواعد لتلقى الاحترام والتقدير من الشعوب العربية خاصة الشعوب الثائرة
أو على الأقل لكي يطبقها من يتحدث بها و عنها ؟
للأسف الشديد سنوات
الديكتاتورية التي عاشتها هذه الشعوب خلفت أنواعاً عدة من الحرية ، منه الحرية السلبية
عند البعض ، و الحرية المفتعلة عند البعض الآخر ، و الحرية المقيدة عند الباقي ، وبين
هذه وتلك مازالت هذه الشعوب تحبو في السنوات الأولى للحرية والديمقراطية ، وهذا يبعث
نوع من التفاؤل في أن هذه الشعوب سوف تصل للتفهم الكامل لمعنى الحرية وكيفية ممارستها
، مما يرفع من قدر الشعوب العربية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وعلمياً .
- نعلم ان لحضرتك مساهمات ومشاركات في مبادارت و برامج تهدف إلى القضاء
على الأمية في مصر أو على الأقل التقليل من نسبتها التي وصلت إلى 26 % وكان آخرها مبادرة
" قرية بلا أمية ... من وجهة نظر سعادتك كيف يمكن التخلص من الأمية والقضاء عليها
بشكل نهائي في مصر ؟
مشكلة الأمية في
مصر لا تقل أهمية عن أي مشكلة مطروحة على الساحة الآن ويعاني منها الشعب المصري كالمشكلة
الاقتصادية ، فحجر الأساس للبناء الصحيح للمجتمع لابد وأن يبدأ بمحو أمية الشعب المصري
، فيمحو أميتة يتفتح وعيه ويشارك في بناء مصر ، ومثل هذا التفتح والوعي هو حفاظة على
نقطة الماء – ترشيد الكهرباء - تقليل الإنجاب لمعرفته بأضرار الإنجاب المتكرر ، الاختيار
الأمثل في أي انتخابات في مصر دون توجيه من أحد من خلال استغلال الأمي في التصويت لمرشح
دون أخر دون وعي منه بما سوف يقدمه المرشح ، توجيه طاقات الأمي خلال مرحلة محو أميته
لمشاريع تدير عليه دخلا يرفع من حالته الاقتصادية هو وأسرته ، وأشياء أخرى كثيرة تساعد
في بناء مصر من خلال القضاء على محو الأمية .
وعلى كل مؤسسات
الدولة عبئ كبير بهذا الشأن ، فلا توجد مؤسسة بعينها قادرة على القضاء على الأمية في
مصر ، ولكن بتضافر جميع مؤسسات الدولة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ، ومن خلال خطة
تتبناها الهيئة العامة لتعليم الكبار يمكننا خلال عدة سنوات القضاء على الأمية ، هذا
بجانب رفع المخصص المالي لظاهرة محو الأمية حتى يمكن للقائمين على حلها مواجهة الأعباء
والمعوقات التي تحول دون حلها .
- هل
لامستم تعاون من المجتمع المدني مع المؤسسات والمبادرات المعنية بهذه القضية؟
لمؤسسات المجتمع
المدني دور لا يمكن إغفاله أو تجاهله تجاه مشكلة محو الأمية ، فهناك العديد من الجمعيات
الأهلية التي تشارك في حل هذه الظاهرة من خلال برامج محددة وأماكن محددة لمحو أمية
بعض القرى ، وتعليم الأميين حرف تدير عليهم دخلا ، ومنح قروض دوارة ترفع من مستوى معيشتهم
، وتمارس تلك الجمعيات دور هام ن خلال " بروتوكلات " مبرمة بينها وبين الهيئة
العامة لتعليم الكبار .
- كلمة أخيرة : ماذا تقولون لجموع المصريين في ظل حالات الاحتقان
والغليان
السياسي الذي تشهده مصر حالياً؟
على كل المصريين
أن يتقبلوا الشرعية ، ويعطوا مؤسسة الرئاسة الفرصة الكافية لممارسة مهامها المنوطة
بها ، و على المعارضة أن تكون بناءة من خلال تقديم يد العون لكل مؤسسات الدولة من خلال
عرض مقترحات للخروج من الأزمة ، بدلا من تلك الممارسات الجوفاء المعرقلة التي تمارسها
المعارضة ، وعرقلة حركة التنمية والتقدم التي تسعى لها مصر من خلال برنامج وضعته الرئاسة
خلال فترة زمنية محددة ، فعلى المعارضة أن تكون ايجابية لا سلبية من خلال الوقفات الاحتجاجية
وعرقلة سير العمل وتراجع مصر عن ركب التنمية والتقدم .